ناقشت في مقالة سابقة أخلاقيات العمل وأهميتها ثم أوضحت أن أخلاقيات العمل هي أمر له أهميته في الخارج. أحاول هنا أن أوضح أن الإسلام أوجب علينا اتباع أخلاقيات كثيرة في العمل. والهدف من هذا هو دحض مقولة أن العمل لا أخلاق فيه وأن الأخلاق تكون خارج نطاق التجارة.
الدين هو مصدر الأخلاق الأساسي عند المؤمنين بهذا الدين. ولذلك فإن توضيح أهمية أخلاق العمل في الدين هو أمر ضروري في معرض حديثنا عن أخلاقيات العمل. هذه المقالة ليست مقالة تشرح أحكام الدين الفقهية ولكنها توضح فقط أن الدين الإسلامي يشتمل على الكثير من الأخلاق الخاصة بالعمل بالإضافة إلى الكثير من الأخلاق التي تطبق في العمل وفي غيره. أركز في هذه المقالة على القسم الأول أي الأخلاق التي تكاد لا تطبق إلا في العمل والتجارة. السبب في ذلك هو إثبات أن الإسلام وضع لنا قواعد أخلاقية في التجارة والعمل والإجارة وغير ذلك من المعاملات
***رجاء ملاحظة أن هذا الموقع ليس موقعا متخصصا في أمور الدين وإنما هو موقع متخصص في الإدارة والهندسة الصناعية. لذلك فهذه المقالة لا تشرح تفاصيل الأمور الدينية وإنما توضح أن الدين أمرنا باتباع أخلاقيات محددة في العمل. لذلك فهذه المقالة لا تقدم حصرا لأخلاقيات العمل في الإسلام ولا تشرحها فهذه التفاصيل يمكن البحث عنها في مواقع دينية متخصصة
المفاهيم العامة
الإيمان بالله وبالآخرة يجعل نظرتنا نحو الحياة والعمل والكسب تتأثر بهذا الإيمان.فالمسلم يعلم أنه في كل يوم يخطو خطوات نحو قَبره وأن أمر الآخرة هو المهم. ويعلم أنه محاسب يوم القيامة عمَّا فعله في الدنيا. ويؤمن كذلك بأن الرزق من عند الله وأن خزائن الله لا تَنضب. ويعلم المسلم أنه مأمور بالتعامل بشكل جيد مع من يتعامل معهم في العمل والتجارة من رؤساء ومرؤوسين وموردين وعملاء. ويعلم المسلم أن عليه أن يكون صادقا وأمينا وألا يخدع أحدا
فالمسلم التاجر يكون متسامحا لأنه يعمل في التجارة لكسب الرزق الذي يكفيه ولا يهدف إلى أن يكون أغنى الأغنياء. وهو في تجارته يحاول أن يكون متسامحا مع إخوانه ولا ينظر إلى الأمر على أنه إما أن يكسب أو يكسب الآخرون لأنه يعلم أن الله هو الرزاق وهو قادر على أن يمنح الجميع. هذا التاجر يكون أمينا جدا في تجارته حريصا على أن يكون صادقا وأمينا اكثر من حرصه على المكسب لأن الأمانة والصدقة هي مما ينفعه في الآخرة بينما المكسب ينفعه في الدنيا فقط
المسلم كمدير يكون متواضعا حريصا على أن يؤدي هو ومرؤوسيه العمل المُوكل إليهم بشكل جيد. وهو في نفس الوقت حريصٌ على ألا يكلِّف إخوانه ما لا يطيقون وعلى أن يقدم لهم المساعدة المطلوبة لهم لتأدية عملهم. هذا المدير يتعامل مع المرؤوسين على أساس أنهم إخوانه ولا يتعامل معهم على أساس استغلالهم لتحقيق أطماعه الدنيوية بل يحرص على ألا يظلمهم أو يسيء إليهم بغير حق لأنه يعلم عاقبة الظلم
المسلم كمرؤوس يكون حريصا على تأدية عمله كما ينبغي وحريص على النصح لرؤسائه. وهو ينظر إلى المناصب على أنها أمورٌ زائلة ومسئوليات يسأل عنها المرء يوم القيامة. هذا الموظف يحاول التعاون مع زملائه ورؤسائه لتحقيق مصلحة المؤسسة فهو يقدم لهم النصيحة والعون عند الحاجة ولا يستغل أخطاءهم ليظهر أمام المدير كبطل وموظف مثالي. هذا الموظف إذا أعد تقريرا أعده بأمانة وإذا سأله مديره أجاب بأمانة وإذا تناقش مع زملاءه تناقش بجدية وبصدق يهدفان للوصول إلى أفضل قرار يخدم مصلحة المؤسسة
هذا الموظف وهذا المدير وهذا التاجر يتعاملون مع العملاء بأمانة ومع الموردين بأمانة. فكلهم يتعامل مع العميل او المورد على أنه أخ له فلا يحاول خداعه أو استغلاله أو غشه. فهو يعلم أن زيادة المبيعات بأمر الله وأنه لا ينبغي أن يحاول الوصول إلى زيادة المبيعات بالغش والخداع.
أمثلة لأخلاقيات العمل من القرآن
أذكر هنا بعض الآيات التي تتحدث عن أخلاقيات خاصة بالعمل والتجارة.
المثال الأول:
“يا أيها الذين ءامنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم”
أليست هذه الآية تتحدث عن التجارة وعن حرمة أكل الأموال بالباطل. إذن فالتجارة ليست قائمة على الغش والخداع
المثال الثاني:
“ويلٌ للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس سيتوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون”
“وياقوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم”
هل التطفيف في الميزان يكون في العلاقات الاجتماعية أو في العبادات أم يكون في البيع والشراء؟
المثال الثالث:
“يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين”
أمثلة لأخلاقيات العمل من الاحاديث النبوية
***جميع الأحاديث من صحيحي البخاري ومسلم نقلا عن موقع الإسلام
المثال الأول: الصدق في البيع وتبين العيوب
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ رَفَعَهُ إِلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا
المثال الثاني: التجاوز عن المعسر
حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان تاجر يداين الناس فإذا رأى مُعسرا قال لفتيانه تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنّا فتجاوز الله عنه
المثال الثالث: التسامح في البيع والشراء
حدثنا علي بن عياش حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف قال حدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله رجلاً سَمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى
المثال الرابع: لا يبيع الرجل على بيع أخيه
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبيع بعضكم على بيع أخيه
المثال الخامس: إعطاء الأجير أجره
حدثنا يوسف بن محمد قال حدثني يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره
المثال السادس: كلنا مسئول عن رعيته
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع ومسئول عن رعيته فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعِيَة وهي مسئولة عن رعِيَّتِها والخادم في مال سَيِّدِهِ راع وهو مسئول عن رعيته قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال والرجل في مال أبيه راع وهو مسئول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
المثال السابع:
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي له عليه من الحق والنصيحة والطاعة له أجران
المثال الثامن: الغش
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب وهو ابن عبد الرحمن القاري ح و حدثنا أبو الأحوص محمد بن حيان حدثنا ابن أبي حازم كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حَمَلَ علينا السلاح فليس منّا ومن غشنا فليس منّا
المثال التاسع: مماطلة الغني
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مَطْلُ الغني ظُلْم فإذا أُتبِعَ أحدكم على مليء فليتبع
المثال العاشر: هدايا العمال
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري أنه سمع عروة أخبرنا أبو حميد الساعدي قال
استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من بني أسد يقال له ابن الأتبية على صدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أُهْدِيَ لي فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر قال سفيان أيضا فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول هذا لك وهذا لي فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيُهدَى له أم لا والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رُغاء أو بقرة لها خُوار أو شاة تيْعَر ثم رفع يديه حتى رأينا عُفرَتَيْ إبطيه ألا هل بلغت ثلاثا
إذن فهناك الكثير من الأوامر الدينية المرتبطة أساسا بالمعاملات التجارية واستئجار العمالة والإدارة وغير ذلك من أمور العمل. إذن فمن يتصور ان العمل يعتمد على الخداع والمراوغة وأن هذا لا يتعارض مع الدين فإنه مجرد شخص لا يريد أن يتخلق بالخلق الحميد ويحاول أن يقنع نفسه ويقنع الآخرين بأنه ليس شخصا سيئا.
الأخلاقيات العامة
الأمثلة التي ذكرتها أعلاه هي بعض الأحاديث والآيات التي تأمر باتباع الأخلاق في العمل والإدارة. ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد لأن هناك أخلاقيات عامة يلتزم بها المسلم في حياته الخاصة والاجتماعية وفي عمله كذلك. هذه الأخلاق يضيق المقام عن مناقشتها ولا شك أنها لا تخفى على القارئ. مثالا ذلك: الصدق، العدل، التواضع، الحلم، الصفح، الوفاء بالعهد، النصيحة. وهناك أمور منهيٌ عنها كذلك مثل الحسد، الحقد، سوء الظن، تحقير الآخرين، الغيبة، النميمة، السخرية من الآخرين، الكذب، التماس العيوب، الخيانة، والظلم بأنواعه. بالطبع هذه أخلاقيات عامة ولا يوجد أي شيء يبيح عدم الالتزام بها في العمل بل قد إن عدم الالتزام بها في العمل هو أمر خطير
إن كنت موظفا أو مدير أو مستثمرا فالتزم بأخلاقيات العمل. لا تتعامل مع الآخرين بتعالٍ. لا تُهمل عملك. كُن أمينا مع الجميع. لا تشُق على المرؤوسين بما لا يُطيقون. لا تَخدع عميلا ولا مُوردا ولا مرؤوسا ولا رئيسا. لا تَخُن الأمانة. لا تكذب. لا تتهرب من العمل. تعاون مع زملائك.لا تحتقر زملاءك ولا تُؤذيهم. لا تلوِّث البيئة. لا تطلب من المرؤوسين أن يعملوا في جو غير صحي أو آمن. لا تُنتج منتجات تضر مستخدمها. كن عادلا. لا تظلم الأجير حقه. لا تحلف كاذبا. والأهم من ذلك، لا تقوم بتعليم الآخرين الأخلاقيات السيئة في العمل كي لا تتحمل وِزرهم
بذلك نكون قد ناقشنا أهمية أخلاقيات العمل في الخارج وأهمية أخلاقيات العمل في الدين. وأوضح إن شاء الله في مقالة قادمة أن أخلاقيات العمل والإدارة هي ضرورة لنجاح المؤسسة أو بمعنى آخر هي ضرورة إدارية
مواضيع ذات صلة:
أخلاقيات العمل والإدارة عند الأجانب
بحث مفيد ورائع وواقعي مشكوره الجهود المب\وله
الف شكر على المجهود الواضح
الاسلام منهج حياة للبشر كلهم (دستور، قانون، نظام، دليل، كاتالوج، تعليمات تشغيل وصيانة للحياة البشرية المثالية)، وهذا الموضوع يحتاج إلى متخصصين في علمي الشريعة والإدارة حتى يمكن الإحاطة وفهم النصوص القرآنية والنبوية واجتهاد العلماء في هذا المجال..
وقد تمنيت عليك يا أستاذنا العزيز، أن تبدأ بإخلاص النية الذي هو مفتاح كل عمل، ففي الحديث الشريف (إنما الأعمال بالنيات،….إلى آخر الحديث، وكذلك هناك حديث مهم في الجودة واتقان العمل وإحسانه وهو (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) وحديث (إن الله يحب الإحسان في كل شيء،…إلى آخر الحديث) فالإحسان أصل من أصول ديننا وليس حاجة دنيوية أو مادية نهدف بها إلى النجاح في أعمالنا فقط..
وهناك من النصوص القرآنية ما يدعم هذا الموضوع ويثريه…..
وكذلك الأحاديث التي تحث على العمل والكسب الحلال وعمل اليد (هذه يد يحبها الله ورسوله) (….، وإن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده).. وآسف لعدم حفظي الجيد للأحاديث لذا اجزأت منها وهي كثيرة والآيات القرآنية كذلك….
تحياتي..
البري
الأستاذ البري
شكرا على إثراء الموضوع. في الحقيقة لا أظن أنني أحطت بالموضوع بشكل كبير ولكنني حاولت تقديم بعض النماذج. فالموضوع يحتاج دراسات متخصصة.
شكرا
الأستاذ محمد
وعليكم السلام
شكرا على اهتمامك وأتمنى لك التوفيق
شكرا
السلام عليكم
بعد ارق التحية مهندس سامح
في الحقيقة هذا ما حدث ولكن فقط في مشاركة وضعت فقط فهرس الموضوعات
ومن يريد قراءة موضوع يذهب الي مدونتكم
وشكرا لك علي الموافقة
الأستاذ محمد
شكرا لك على تعليقك وعلى اهتمامك بالموقع
يمكنك نقل في حدود مقالة أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر مع توضيح المصدر. ولكنني لا أوافق على نقل ما هو أكثر من ذلك .
شكرا
أخي الفاضل مهندس سامح
بارك الله فيك وجعل من علمك طريقا الي جنته انه هو السميع العليم
بعد اذنك نقلت من مدونتك ما استعين به علي بداية مشوار مع موقعي المتواضع
كذلك من احساسي بقيمة ما يطرح في هذه المدونة القيمة
وضعت فهرس المدونة لدي في الموقع فاذن لي
شكرا وبارك الله لك علمك وجعلة صدقة جارية لك ولم بعدك الي يوم القيامة
اخوك محمد بركات
ميلانو
مقالات متميزة وواقعية بورك فيك
ممتاز جدا وبارك الله فيك
جزاك الله خير
السلام عليكم
بالنسبة لاخلاق العمل في الاسلام ليس شرطاً أن يأتي الاخرون في العمل بمثلها و ذلك ستكون المدينة الفاضله و لكن الشخص المتدين يتحلي بها سواء كان الاخرون هم كذلك أم لا
أم من كان له مديراً ظالماً فامامة أحد الخيارات أما ان يصبر علي أذاه واما ان يرحل عنه بنقله أم مغادرته العمل إلي عمل اخر وذلك في “معنى” حديث النبي صلي الله علية و سلم ( الذي يخالط الناس و يصبر علي أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس و لا يصبر علي اذاهم )
ولكن يا أخواني الكرام ليس المسلم بأخلاقة كما يظن البعض من الحلم و الود و حسن الخلق و التعاون و غيرها أنه بها ضعيف لا يكون كذلك أخواني لأن في “معنى” حديث النبي صلي الله علية و سلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير ) و لكن القوه بضوابطها الاخلاقية من الثقة بالنفس مثلاً ليس الثقه بالنفس التي تؤدي إلي الكبر فالأسلام وسطاً لا يريد ان تكون ضعيفاً بأخلاقك كما يردد البعض- الطيبة هي الضعف – ولكن كما قال روي عن سيدنا عمر رضي الله عنه ( لست بالخب ولا الخب يغلبني )
الأستاذ عبد الله
هذه المقالة تتحدث عن أخلاقيات العمل ولم تتعرض لكيفية التعامل مع المدير الظالم أو الفاسد فهذا ليس ضمن موضوع المقالة.
بالنسبة للنقطة التي أثرتها من حيث أن هناك أسباب لعدم الالتزام بأخلاقيات العمل فإنه لو كان ظلم المدير هو سبب لعدم الالتزام بأخلاقيات العمل فإن معنى ذلك أن معظم الموظفين سيكون من حقه عدم الالتزام بأخلاقيات العمل لأن معظم الموظفين يظن أن مديره ظالم. هل الشخص الذي لم يحصل على ترقية – وإن كان كسولا ومشاغبا- سيظن ان مديره عادل. بالطبعغ لا. المفترض أن يلتزم الموظف بأداء عمله وإلا فليبحث عن عمل آخر. أما وقوع الظلم مثل عدم دفع الراتب فهناك طرق قانونية للمطالبة بها. وأما توجيه الإهانات فيمكن تقديم شكوى للمدير الأعلى في المستوى أو للشئون القانونية.
أنا لا أحب فتح نقاش في الأمور الدينية ولكن يبدو أن ما تقصده من استدلالك بالآية غير صحيح. ويمكنك الرجوع لتفسير الآية على الموقع التالي
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&bm=&nSeg=0&l=arb&nSora=4&nAya=148&taf=KATHEER&tashkeel=0
باختصار فإنه من حقك الموظف بحقوقه بالطرق المشروعة ولكن لا يمكن ان يتقاعس عن أداء واجبه لأنه يظن أنه يستحق الترقية ولا يمكنه تقاضي رشوة لأن الراتب ضعيف ولا يمكنه أن ينتج منتجات معيبة….
إن كنت ترى إن وجهة نظري غير سليمة وتحاول تحليل موقف محدد من وجهة نظر دينية فيمكنك الرجوع إلى جهات الفتوى الدينية
أدعو اللله أن يرزقنا جميعا العمل الطيب
شكرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالات فريدة من نوعها بلا خلاف ….
ولكن اعتراضى على شىء بسيط حضرتك قلت “والظلم بأنواعه. بالطبع هذه أخلاقيات عامة ولا يوجد أي شيء يبيح عدم الالتزام بها في العمل بل قد إن عدم الالتزام بها في العمل هو أمر خطير”
“يوجد أي شيء يبيح عدم الالتزام بها في العمل”
قال الله تعالى ” لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم”
الا من ظلم
تصور مثلا لو قصر صاحب العمل فى دفع مستحقاتك و هضم حقوقك و كال لك ليس بمكيالين ولكن بمكاييل …وتوجه لك بالاهانات
كيف تستطيع ان توفى بكل ما سبق …
عزيزى ارى انه يوجد استثناءات يجب مراعاتهاو وارى انك وضحت اخلاقا يجب الإلتزام بها وهذا جميل ولكن لم تضع حلولا مثلا للتعامل مع المدير الظالم او الفاسد او المرؤوس المهمل …
انتظر ردك
دمت فى ود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلام كيف الحال والاحوال
شكرا علي المعلومات المفيده وانا مازلت بانتظار وعدك بالكتابه عن ادارة المخازن اتمني الا يطول الانتظار
وشكرا