خير الصدقة على ذي الرحم الكاشح
من السهل أن تعمل بجد ونشاط حين تجد التقدير والامتنان من مديرك بالعمل ومن المؤسسة التي تنتمي إليها، وحين لا تجد هذا التقدير تبدأ تفكر …إنهم لا يستحقون جهدي… لعلي لا أرهق نفسي… إن عملي يذهب هباء.كذلك..من السهل أن تتصدق على من يشكرك على عطائك ويثني عليك ويدعو لك، ومن الصعب أن تتصدق على من يأخذ الصدقة ولا يشكرك بل وربما يضمر لك الكره والحقد، فهذا يدفعك أن تمنع عنه الصدقة.
ولكن …تذكر أنك تعمل لكي يكون مطعمك حلالا…لكي تنال البركة وما أدراك ما البركة… تعمل لكي يكون لعملك ثمارا على المجتمع ولكي يجد من لا يعمل عملا، وتذكر أن تقدير المديرين هو تقدير من بشر مثلك يخطئ ويصيب.
لا تجعل شيئا يوقفك عن الاجتهاد في العمل، لا ظلم مدير، ولا تقاعس زملاء، ولا مؤامرات حاقدين. خير الصدقة على ذي الرحم الكاشح.
———————————————————-
النجاح على المدى البعيد
عندما تقرأ كتاب طريق تويوتا The Toyota Way تجد أن أول مبدأ يستعرضه المؤلف هو الإدارة التي لها فلسفة النجاح على المدى البعيد أي أنها قد تستغني عن بعض المكسب الحالي من أجل المكسب على المدى البعيد. وإذا كنت شغوفا بنظام تويوتا فإنك ستحاول تجاوز هذا الفصل بسرعة لأنك تريد أن تقرأ عن سحب الإنتاج والكانبان والكايزن وغيره، وقد تتعحب أو تتضايق من وضع هذا المبدأ في البداية.
في الحقيقة فإن المؤلف كان موفقا في وضع هذا المبدأ في بداية مبادئ طريق تويوتا لأنه بدون هذا المبدأ لن يوافق أحد على باقي المبادئ. طريق تويوتا لم يبن على اقتناص الفرص وإنما على التحسين المستمر واحترام العاملين والتعاون مع الموردين وسرعة الاستحابة لطلبلت العميل وسحب الإنتاج والصيانة الإنتاحية الشاملة واستقرار خط الإنتاج. كل هذا قد يضر قوائمك المالية هذا الشهر أو هذا العام ولكن لو قارنت القوائم المالية لعشر سنوات أو خمس سنوات فستعرف التأثير الرائع لنظام تويوتا، وهذا ما أثبتته الأبحاث المنشورة.
طريق تويوتا لا ينظر للمكسب في كل قطعة إنتاج وفي كل عملية شراء ولا ينظر لتقليل تكلفة الصيانة هذا الشهر ولا ينظر لكل دولار يعطيه للعامل … طريق تويوتا يهدف لعلاقة مسنديمة قوية مع الموردين، وعلاقة أقوى مع العاملين … وخط إنتاج يحقق أرباحا لسنوات .. وسمعة طيبة لدى العملاء بناء على الجودة وسرعة الاستجابة.. ومؤسسة مرنة غير محملة بالمخزون… وعملية صناعية خالية من الفواقد تساعد على تقديم سغر أقل للعملاء.
———————————————————-
الإنجازات
عندما تجلس تتأمل في حياتك العملية فربما تسأل نفسك ما هي أعظم إنجازاتك؟ ربما عمل ربحت به مال كثير، أو طريقة عمل مبتكرة وفرت التكلفة، أو ابتكار منتج جديد، أو تبسيط العمل باستخدام الإنترنت… وعندما يتقدم بك العمر وترى بعض من عملت معهم يفارقون هذه الحياة فإنك تراجع نفسك… هل هذه هي أعظم الإنجازات حقا؟ هل ستؤثر على مستقبلي؟ هل لو مت الآن سأصطحب هذه الإنجازات؟ ماذا وجد زملائي الذين رحلوا من إنجازاتهم هناك؟
هل حجم الربح أو التوفير أو حداثة الأفكار ستكون مؤثرة في مستقبلك وتدخلك الجنة؟ ربما كان أعظم إنجازاتك:
العمل بإخلاص
كلمةٌ طيبة لزميل نصحته بها
صدقٌ في البيع والشراء
صدقٌ مع الزملاء والرؤساء
عملٌ بجد لصالح المؤسسة وليس لمصلحتك الخاصة
تنميةٌ لمرؤوسيك
ابتكارٌ بنية طيبة
كبواتٍ في العمل تقبلتها بالرضا
خسارة في التجارة حمدت الله عليها
زميلٌ أساء إليك فلم ترد الإساءة
هذه هي الإنجازات الحقيقية، وهي إنجازات تحققها سواء كنت وزيرا أو غفيرا، فالإنجاز هنا بصدق النية وليس بحجم المبيعات أو الربحية.
لابد أن يراجع الإنسان نفسه.
يارب
———————————————————-
اعمل لدنياك…اعمل لآخرتك
التوازن بين العمل لتحقيق الطموح الدنيوي وبين الحرص والسعي الحثيث للوصول إلى السعادة في الآخرة هو أمر مهم وغير يسير. لا يمكنك أن تتجاهل طموحاتك وطموحات من تعول، وفي نفس الوقت لا يمكنك السعي لها بكل الطرق سواء اتفقت أو اختلفت مع أهدافك الأخروية. أنت كمن يسافر من بلد لأخرى بعيدة وفي الطريق يريد أن يستريح ليلة فيبحث عن فندق في الطريق أو قريبا منه ولكنه لن يقبل أن يبيت في فندق في منطقة وعرة قد تتلف السيارة فلا يصل في النهاية لوجهته.
كثير من أهداف العمل وطموحاته قد تحقفها بالكذب والنفاق والمؤامرات ولكن انتبه فهذا يجعلك لا تصل إلى وجهتك الأخيرة. لا تنس أنك مسافر ولابد أن تصل فلا تفقد هدفك وتفقد نفسك لمجرد أن تحصل على لقب من إنسان مثلك أو تحصل على مالٍ هو فانٍ مثلك.
وفي علم الاستراتيجي تعلمنا أنك لابد أن تحدد هدفك وتسعى له بشتى الطرق ولكن لا تنشغل عنه لمجرد أنك وجدت أشياء أخرى جذابة فإذا كان هدفك هو المنافسة في صناعة السيارات مثلا فلا تنشغل بصناعة الملابس لمجرد أنها مزدهرة هذه الأيام. وكذلك في كرة القدم لا يصح أن تنشغل بالأداء المهاري والاستعراض عن تسجيل الأهداف.
نعم..ربما كان الفندق في المنطقة الوعرة رائعاً وربما كان هناك الكثير من الربح في صناعة الملابس مثلا ولكن هذا يبعدك عن هدفك كثيرا فلا تلتفت لكل شيء جذاب ولكن ركز على الهدف.
موضوعات ذات صلة:
أعجبني التذكير بأن الهدف من بذل الجهد في العمل هو لأجل الكسب الحلال وليس للحصول على التقدير والامتنان وهذا لاغبار عليه.
لكن أعتقد أننا في بعض الأحيان نتفانى بالعمل فوق المطلوب منا بغرض الحصول على التقدير وعندما لا نجد هذا التقدير فربما من الأفضل توفير هذا الوقت والجهد الإضافي وصرفه بشيء له مردود أفضل مثل العائلة أو النفس.
المهم الا يكون هناك تقصير في اداء الواجب