ابحث عن النجاح الحقيقي
أعجبتني مقولة لرجل أعمال راحل: يجب أن تبحث عن النجاح والنجاح يأتي بالمال… لكن لو بحثت عن المال مباشرة فستصبح نصابا.
تذكرت مقولة أخرى: يجب أن يكون هدفنا هو التحسين المستمر بتقليل الفاقد وهذا بدوره يأتي بتقليل التكلفة ولكن العكس غير صحيح.
وهذا شبيه بأن تذاكر لتتعلم بدلا من أن تذاكر لتتجاوز الامتحان.
وهذا شبيه بأن تعبد الله وأنت تضع هدفا أن تطهر قلبك وتجعل سريرتك كعلانيتك ..وبين أن تجعل هدفك مجرد تأدية الشعائر وعد الركعات .
اجعل هدفك دائما هو تحسين الجوهر وليس تحسين المظهر… تحسين الجوهر سيتبعه تحسين المظهر ولكن التركيز على المظهر سيضيع الجوهر. من السهل أن تجمل المظهر بجوهر فاسد.
تحسين مستمر في الموقع… منتج متميز… مؤسسة لها ثقافة التعلم… قلب طاهر … إنسان صادق…تحسين الجوهر.
النية الطيبة والكلمة الطيبة
كل يوم يذهب الملايين لأعمالهم فيعملون ويتكلمون ويتناقشون ويتخذون القرارات، و تدفعهم لكل ذلك دوافع مختلفة. فمنهم من يجتهد ليراه الجميع، ومنهم من يتآمر ليدمر الآخرين، ومنهم من يتحايل ليجامل صديقه، ومنهم من يكذب لينافق رئيسه، ومنهم من يتعالى على الآخرين، ومنهم من لا يجتهد أصلا ويحاول أن يظهر بمظهر الشخص المتفاني.
دوافع دنيوية وأمراض بالقلوب وعمر يذهب هباء بين غل وحقد ونفاق وكذب وتحايل وخداع. وهناك قلة صادقة لا تسمح للمنافسة أن تؤثر على صدقها، ولا تحاول أن تغير الحقيقة للانتقام من زميل، ولا تحاول أن تظهر بأفضل مما هي عليه، هي قلة تراعي ربها ولا ترى في رؤسائها إلا وسائل لتنظيم العمل، قلة تحاول أن تحافظ على نقاء قلوبها وطهارة لسانها.
كل الناس يغدو… فهذا يغدو بنية خبيثة ويملأ الدنيا بسمومه، وذاك يغدو بنية طيبة ويملأ الدنيا بصدقه وكلامه الطيب.
هذا هو أعظم قرار تتخذه في عملك… أن تختار النية الطيبة وتنقي قلبك وتطهر لسانك.
يارب…
——————————————————–
ثقافة الكم….
في إحدى محاضرات المحاسبة – أثناء دراستي لماجستير إدارة الأعمال بالولايات المتحدة – طلبت منا أستاذة المادة أن نقوم بتمرين وهو عبارة عن إنتاج منتج ما من ورق ملون وتسجيل استهلاك الخامات وكمية الإنتاج وخلافه. تم تقسيمنا لمجموعات وبدأنا العمل بكل همة وكل فريق يحاول ان يتفوق على الآخرين. بعد انتهاء الوقت.. وقفت الأستاذة تعرض علينا ما أنتجناه وتبين مدى سوء منتجاتنا والعيوب الملحوظة بالعين المجردة. وكان الدرس هو ” لا تهملوا الجودة لكي تحققوا زيادة في الإنتاج أو لتعظموا الأرقام في القوائم المالية”. درس لا تتوقع أن تأخذه في مادة المحاسبة ولكن هذه هي قيمة الدرس.. فليس معنى التركيز على الأرقام أن ننسى الجودة لأن سوء الجودة سيدمر كل شيء عاجلا أو آجلا.
أذكر هذه المحاضرة وأتعجب من معظم من تتعامل معهم من عمالة فنية. يأتيك فني من شركة ما لتصليح جهاز أو تركيب جهاز فتجده وكأن على رأسه الطير فهو متعجل جدا ويريد أن ينتهي من زيارتك بأسرع ما يكون بغض النظر عن دقة العمل أو حل المشكلة. هؤلاء تحركهم مؤسسات لا تحاسبهم على جودة العمل وإنما على عدد الزيارات.
وتجد مديرين يهتمون بتحقيق كميات من الإنتاج أو الخدمات بغض النظر عن الجودة. وتجد المدرس يحقن رأس الطلب بالمعلومات بغض النظر عن فهم الطالب لأي شيء.
وهكذا … نجري وراء الكم ثم الكم وننسى الجودة .. وتكون النتيجة هي فشل واضح.
لابد أن نزرع ثقافة الجودة كما فعلت أستاذة المحاسبة. وعجيب أننا نحتاج أن نزرع ثقافة الجودة رغم أن إتقان العمل هو جزء من ديننا.
—————————————-
أذكى طفل في العالم
منذ عشرات السنين ونحن نعرف أن إنقاص الوزن يكون بإنقاص السعرات الحرارية التي نحصل عليها يوميا من الغذاء الذي نتناوله، وكان علينا أن نعرف السعرات الحرارية لكل طعام، ونحاول أن نحصي السعرات التي نتناولها يوميا. ومؤخرا ظهرت نظرية جديدة تقول إن نظرية إحصاء السعرات الحرارية غير صحيحة لأنها تتجاهل تفاعلات جسم الإنسان، وأن نفس السعر الحراري قد يؤدي لتراكم الدهون أو عدم تراكمها بناء الأطعمة الأخرى التي نتناولها وتوقيت تناول الطعام. وما يعنينا أن تأثير السعر الحراري يتوقف على أمور عديدة.
تذكرت نظرة الشعوب لأبنائها على أنهم أذكى أطفال العالم، والحقيقة أنه ليس المهم أن يكونوا كأفراد أذكى أطفال العالم، وإنما أن يستطيعوا أن يحققوا مجتمعين نجاحات وإنجازات. ذكاء الإنسان بل ذكاء كل أفراد المجتمع لا يعني ذكاء المجتمع، فكما وأن تأثير السعر الحراري يتوقف على تفاعلات الجسم؟ فإن نجاح المجتمع أو ذكاءه لا يساوي مجموع ذكاء أفراده لأن المجتمع يتفاعل وبالتالي فذكاء المجتمع أو نجاحه يتأثر بتفاعلات أفراده.
هناك مجتمعات تشعر فيها أن الفرد عبقري ومجتمعات أخرى تشعر أن الفرد لا يتسم بالذكاء، وتفاجأ بأن المجتمع الأول أقل تقدما من الآخر لأن تفاعلات الأفراد في الثاني ناجحة فهي تتسم بالتعاون وتبادل المعلومات وإتباع طرق العمل القياسية وحب النجاح الجماعي والانضباط الذاتي، بينما مجتمع الأذكياء ربما يتسم بالتنافس والمؤامرات وإخفاء المعلومات واتباع كل فرد لطريقة عمل مختلفة وحب الظهور.
علموا الأطفال العمل الجماعي، دربوهم على العمل في فرق عمل، كافئوهم على نجاح الفريق، قللوا من نظرية “الأول”، دربوا العاملين على بحث المشاكل كفريق عمل، علموهم اتباع طرق عمل قياسية، رسخوا ثقافة تبادل المعلومات والخبرات.
لا تتعب نفسك في البحث على أذكى طفل في العالم.
____________________________________________________
موضوعات ذات صلة:
بارك الله فيك ونفع بك ووسع رزقك وبارك في صحتك وأهلك وعلمك ومالك وحفظ دينك وأثابك الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة يا رب لقد استفدت كثييرّا من تبسيطك للمعلومات في مقالاتك الرائعة.
رائع جدا. شكرا جزيلا باشمهندس سامح