خواطر إدارية -22

لجنة الامتحانات … بيت الرمال
جلس الطالب المتفوق في لجنة الامتحان وبدأ في الإجابة عن الأسئلة ومر عليه المراقب فسأله إن كانت الأسئلة مفهومة فبدأ الطالب في مناقشة أحد الأسئلة عارضا وجهة نظره التي أبهرت المدرس… ثم انصرف المدرس وجلس الطالب يفكر في ذلك السؤال وأبعاده المختلفة… وعندما مر بسؤال آخر جلس يفكر في فكرة ابتكارية ورسمها على ورقة الإجابة وجلس يطور فيها. انتهى الوقت ولم يجب الطالب إلا عن سؤالين من ستة أسئلة. رسب الطالب وذهب واعترض لدى مدرس المادة دون جدوى فلم تكن مناقشته مع المدرس ولا رسمه لابتكاره شيئا يتم احتسابه في درجات الامتحان.
هكذا.. ننسى نحن أننا في لجنة امتحان… وننسى في أعمالنا التي تستغرق معظم وقتنا أن كثيرا منها لن يتم حسابه… بدون نية طيبة لن ننال جزاء أعمالنا ولن يكون لها قيمة.. هذه الأعمال مهما بدت عظيمة فهي تافهة ما لم تكن بنية طيبة.. فقدرتك على تحقيق رقم قياسي في المبيعات أو رقم قياسي في الإنتاج أو بناء ماكينة معقدة هو بمثابة البيت الذي بنيته وأنت طفل من الرمال على شاطئ البحر .. فلا أنت تهتم به الآن ولا هو بقي .. وكذلك مؤسستك ومصنعك وكل المباني الشاهقة.. ستكون في النهاية مثل بيت الرمال يبنيه الأطفال على شاطئ البحر.
تصحيح النية مطلوب .. وإعادة التصحيح مطلوب … نية الإخلاص في العمل.. نية الأمانة. نية اكتساب الرزق الحلال .. نية تنمية الآخرين..
بيت الرمال قد انهار ولم يبق له أثر وكذلك كل ما نبنيه.. فابحث عن بناء شيء يبقى.


أكمل القراءة «

خواطر إدارية -21

ابحث عن النجاح الحقيقي
أعجبتني مقولة لرجل أعمال راحل: يجب أن تبحث عن النجاح والنجاح يأتي بالمال… لكن لو بحثت عن المال مباشرة فستصبح نصابا.
تذكرت مقولة أخرى: يجب أن يكون هدفنا هو التحسين المستمر بتقليل الفاقد وهذا بدوره يأتي بتقليل التكلفة ولكن العكس غير صحيح.
وهذا شبيه بأن تذاكر لتتعلم بدلا من أن تذاكر لتتجاوز الامتحان.
وهذا شبيه بأن تعبد الله وأنت تضع هدفا أن تطهر قلبك وتجعل سريرتك كعلانيتك ..وبين أن تجعل هدفك مجرد تأدية الشعائر وعد الركعات .
اجعل هدفك دائما هو تحسين الجوهر وليس تحسين المظهر… تحسين الجوهر سيتبعه تحسين المظهر ولكن التركيز على المظهر سيضيع الجوهر. من السهل أن تجمل المظهر بجوهر فاسد.
تحسين مستمر في الموقع… منتج متميز… مؤسسة لها ثقافة التعلم… قلب طاهر … إنسان صادق…تحسين الجوهر.


أكمل القراءة «

خواطر إدارية -20

أعظم الفواقد

في نظام تقليل الفاقد نتحدث عن فواقد الحركة والنقل والمخزون والإنتاج الزائد وإعادة التشغيل والمنتج المعيب والانتظار. ويقال إن الإنتاج الزائد هو أخطر الفواقد فهو يؤدي للفواقد الأاخرى. ويقولون إن المخزون الكبير يغطي المشاكل ويجعلنا لا نهتم بحلها.

في الحقيقة هذه فواقد بسيطة مقارنة بأعظم الفواقد والتي تجعلك لا ترى المشاكل ولا تعرف نسبة الفواقد وتعالج مشاكل غير حقيقية وتلوم المحسن وتشكر المسيء.

ما هي أعظم الفواقد … إنه الكذب… كذب المرؤوس على المدير والزميل على زميله والمدير على مرؤوسه. إن الكذب يجعل العاملين يفقدون الثقة في بعضهم ويجعل المستويات الإدارية تفقد الثقة ببعضها. إنه تجعل الفريق كما لو كان كل منهم يقود المركب في اتجاه عكس الآخرين.

إذا كنت في بيعك لشخص لا تعرفه وربما لن تلقاه مرة أخرى مأمور بأن تصدق وتبين… فإن صدقا وبينا…. فمابالك بمديرك وزملائك ومرؤوسيك الذين تعمل معهم لأشهر وسنوات وهم يعتبرونك وكيل صادق أمين.

الكذب أعظم الفواقد وهو خيانة للأمانة.

———————————————————-

بضدها تتميز الأشياء
لا تخلو مواقع العمل من المكائد إلا قليلا. تجد المرؤوس يحاول أن يتملق رئيس رئيسه ويشير له بأخطاء رئيسه وربما افترى على رئيسه وحاول الوقيعة بينهما لكي يزيح رئيسه ويخلو له الطريق. 

وتجد من يحاول إزاحة زميله من مكانته التي يحظى بها لدى المدير وذلك بالكذب والنميمة وبتصيد الأخطاء. وتجد من يتكلم على زميله بالسوء دائما أمام الإخرين. وقد تجد الموظفين لا يذكرون مديرهم إلا بالسوء والاستهزاء.

وقد تجد المدير يستمتع بالكذب على مرؤوسيه والاستهزاء بهم. وقد تجد مديرا دائم الوعود الكاذبة لمرؤوسيه بتقلد مناصب أعلى. وهناك مدير يتعمد أن يشوه صورة أفضل مرؤوسيه لكي يعتقد مديره أنه هو الوحيد الذي يصلح لهذا المكان ولا يمكن الاستغناء عنه.

أمور سيئة نسأل الله السلامة منها. وإن هؤلاء على سوء فعلهم ليساعدوننا على فهم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. بضدها تتميز الأشياء. فعلا تستطيع فهم الحديث من فعالهم. وتتساءل هل سمعوه يوما ما؟
——————————————————–
ربنا يثيبه على علاجه للمرضى
توفي طبيب رافقني في رحلة منذ ثلاث سنوات وقد فاجأني الأمر، وترحمت عليه، ووجدت له صفحة على وسائل التواصل الالكترونية ولاحظت ثناء الناس عليه فقد كان يعمل في مستشفى حكومي ويبدو من كلامهم أنه كان مخلصا في عمله.

استوقفني دعاء الناس له بأن يثيبه الله على علاجه لمرضاه. استوقفني سؤال … هذا طبيب وكان عمله سببا لتقليل آلام المرضى وتمتعهم بالصحة فكيف بالمهندس والمحاسب والمدير وجابي الضرائب والميكانيكي والكهربائي.. الخ؟ إن عملهم لا يتصف بالناحية الإنسانية وبتخفيف آلام البشر. استوفني السؤال لأنني مهندس ولست طبيبا.

هل سنثاب على كتابة التقارير وتصميم المنتجات وإصلاح الماكينات؟ هل سنثاب على حضور الاجتماعات وإعداد الخطط ودراسة الأسواق؟ هل سنثاب على إدارة المصانع وزيادة الإنتاج؟ هل سنثاب على تعليم الشباب ونقل الخبرات؟ هل سنثاب على عملنا؟

سؤال استوقفني بسبب دعاء الناس لهذا الطبيب أن يثيبه الله على علاجه لمرضاه. المشكلة أن معظم وقتنا نقضيه في العمل فإن ذهب هذا سدى فماذا يتبقى لنا؟ شيء مخيف.

لابد أن نصلح نوايانا وأن نخلص في عملنا لله لكي نجد من عملنا هذا نصيبا حين نرحل عن الدنيا … لابد أن نراجع أنفسنا لكي لا يضيع معظم عمرنا هباء… لابد أن نخلص ونتقن ونصدق ونصلح النية… لابد ألا تستدرجنا صراعات العمل والتنافس إلى الكذب والمؤامرات.

لابد ألا نغتر وننخدع بألقاب ومكافآت فإنه عندما رحل لم يدعو له بألقابه وإنما بإخلاصه في علاج المرضى.

يارب
—————————————-
وما رميت إذ رميت
أتعجب ممن يتكلم عن كل ما شارك فيه كفرد في مجموعة كبيرة أو كمدير لعدد من المتخصصين بقوله أنا فعلت.. أنا أصلحت ذلك… أنا أنشأت كذا… أنا طورت كذا. وهناك من يحاول أن يخفي إحساسه العالي بنفسه فيقول العبد لله فعل كذا وطور كذا.

ما هذا الإحساس بالذات وما هذا الغرور؟ هل فعلت وحدك وفكرت وحدك ونفذت وحدك؟ إن كان فهذا أمر يؤكد أن لديك مشكلة فقلما يقوم أحد بعمل عملا كاملا متكاملا وحده في هذا الزمان. هناك تعاون وفرق عمل وزملاء وهناك أناس سبقوك بنيت على أعمالهم ولك رئيس ومرؤوس.

ما هذا الغرور؟ وما هذا الإعحاب بالنفس؟ ولو كنت أنت من يأتي بأعظم الفعال في العالم .. لو كان ذلك …. فلأن الله وهبك عقلا وحكمة فأنت لا تملك عقلك ولا تملك حتى الحفاظ عليه. لا أحدثك عن ذهاب العقل بل لو قل الأكسجين في رئتيك لبدأت تهذي.

تواضع واعترف بدور الآخرين ولا تدعي لنفسك ما لم تفعل … قل فعلنا …أصلحنا … شاركت في كذا .. قُدتُ تطوير كذا… الزملاء فعَلوا كذا…
____________________________________________________

موضوعات ذات صلة:

خواطر إدارية -19

خواطر إدارية -18

خواطر إدارية -17

خواطر إدارية -16

خواطر إدارية _15

خواطر إدارية -19

رمضان والتحسين المستمر -١

التحسين المستمر يحتاج ثقافة وجو عمل مختلف عن المعتاد فهو يتميز بالآتي:

لا يهمنا من الذي اقترح الفكرة ولكن يهمنا نجاح الفريق
احترام لكل العاملين ولقدراتهم
الثقة المتبادلة
التفاني في العمل
روح الفريق بأبهى صورها

بدون هذه الثقافة لا يمكن أن يكون هناك تحسين مستمر.

رمضان فرصة لتنقية القلوب … للسمو والترفع عن الأنانية وعن حب الدنيا. رمضان فرصة ليتذكر كل منا حقيقته ومصيره ويتذكر أنه ليس أفضل ممن حوله… رمضان فرصة لكي تعطي بلا حساب … رمضان فرصة لتتذكر أن عليك أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك …رمضان فرصة لتتذكر أن مرؤوسك هو أخوك وضعك الله مديرا له فعليك ألا تزدريه وألا تحمله ما لا يحتمل وألا تظلمه … رمضان فرصة لنتذكر أن الرزق بيد الله فلا ننافق ولا نسرق أفكار غيرنا …. رمضان فرصة لتذكر الموت ومراجعة النفس وتصحيح المسار.

حين تسمو النفوس وتطهر القلوب تكون هناك فرصة عظيمة لثقافة التحسين المستمر.

أكمل القراءة «

خواطر إدارية -18

التعريف…

ربما يكون لديك مثلي ذكريات مزعجة من ايام الدراسة حين كان يطلب منا في الامتحان ان نكتب بعض التعريفات التي قد لا نذكرها. ورغم تلك الذكريات فإن التعريف هو مهم للغاية.

كنت أعمل يوما ما مع بعض الزملاء على تصنيف بعض المواد المقاومة للحرارة وبعد اجتماعات ومناقشات توقفنا عند بعض المواد التي قال البعض أنها لاتنتمي للمواد المقاومة للحرارة. توقفت قليلا ثم اكتشفت أننا لم نعرف أصلا ما هي المواد المقاومة للحرارة حتى نستطيع أن نحكم على أي مادة أنها تنتمي أو لا تنتني لها. التعريف يأتي أولا وبدونه سيكون الحكم بلا أساس.

نفس الأمر ينطبق على أي وظيفة فلابد من الاتفاق على تعريفها أي ماهيتها وما هي أهدافها. خذ مثلا وظيفة مهندس تخطيط هل وظيفته هي إصدار أوامر تشغيل وجداول أو وظيفته تنظيم عمل المؤسسة بما يحقق متطلبات العميل ونجاح المؤسسة. هناك فرق كبير بين التعريفين ففي الأول يكون مهندس التخطيط هو إصدار خطط وفي الثاني يكون دوره إصدار خطط ومحاولة تحقيقها ومتابعتها وتعديلها إن لزم الأمر. التعريف سيجعلنا لا نختلف على ما هو داخل نطاق عملنا وما هو خارجه.

حتى في الأمور البسيطة مثل كتابة تقرير لابد أن نعرف هذا التقرير وهدفه … هل هو مجرد عرض للمشكلة …أم وضع حلول …أم مطالبة بميزانية…الخ. بدون هذا التعريف قد يخرج التقرير مشوها غير واضح المعالم ولا يؤتي ثماره.

التعريف ليس مجرد عبارة نحفظها بل هو عبارة تقود أفعالنا.

أكمل القراءة «

خواطر إدارية -17

خير الصدقة على ذي الرحم الكاشح

من السهل أن تعمل بجد ونشاط حين تجد التقدير والامتنان من مديرك بالعمل ومن المؤسسة التي تنتمي إليها، وحين لا تجد هذا التقدير تبدأ تفكر …إنهم لا يستحقون جهدي… لعلي لا أرهق نفسي… إن عملي يذهب هباء.كذلك..من السهل أن تتصدق على من يشكرك على عطائك ويثني عليك ويدعو لك، ومن الصعب أن تتصدق على من يأخذ الصدقة ولا يشكرك بل وربما يضمر لك الكره والحقد، فهذا يدفعك أن تمنع عنه الصدقة.

ولكن …تذكر أنك تعمل لكي يكون مطعمك حلالا…لكي تنال البركة وما أدراك ما البركة… تعمل لكي يكون لعملك ثمارا على المجتمع ولكي يجد من لا يعمل عملا، وتذكر أن تقدير المديرين هو تقدير من بشر مثلك يخطئ ويصيب.

لا تجعل شيئا يوقفك عن الاجتهاد في العمل، لا ظلم مدير، ولا تقاعس زملاء، ولا مؤامرات حاقدين. خير الصدقة على ذي الرحم الكاشح.

أكمل القراءة «

خواطر إدارية -16

مؤشراتُ أداءٍ غير مرئية

عامٌ جديد ومناقشاتُ لمؤشرات أداء العام الماضي، أمر معتاد في المؤسسات بهدف متابعة الأداء ووضع خطط للعام الجديد. كل مدير يأمل في تحقيق أرقام متميزة في مؤشرات الأداء لكي يعلو اسمه في المؤسسة ويتقلد مناصب أعظم.

من المُديرين من يجتهد ويسعى ثم يعرض نتائج مؤشرات الأداء من الواقع بلا تجْميل، ومنهم من يجتهد ويسعى ثم يعرض مؤشرات الأداء بشيء من التجميل والإخفاء والتلاعب. مؤشرات الأداء تتنوع مثل حجم المبيعات، حجم الإنتاج، إنتاجية الفرد، نسبة عيوب المنتج، سرعة الاستجابة لطلبات العملاء، معدل تشغيل المعدات، نسبة الفاقد في المواد الخام، نسبة تحقيق الخطة… إلخ.
أكمل القراءة «

خواطر إدارية -15

هل الزيادة كالنقصان؟

كان أحد أساتذتي في المدرسة يقول كثيرا “الزيادة كالنقصان” وهو مصطلح لم أكن أتقبله، وبعد مرور السنين اكتشفت أن هذه حكمة مهمة.

أمثلة:

التقرير الذي يحتوي معلومات تزيد عن ما يحتاجه القارئ. الزيادة هنا تضر القارئ فهي تضيع وقته وتشتت تفكيره وقد تجعله لا يفهم التقرير نفسه.

تطبيقات نظم المعلومات التي تسمح لك بخيارات كثيرة ومركبة ومتنوعة. هذه الخيارات الكثيرة تجعلك تجد صعوبة في استخدام التطبيق وقد تعزف عنه.

الأثاث الزائد عن الحاجة في المنزل يجعل المنزل ضيقا ويفقدنا الراحة النفسية.

أكمل القراءة «