أعظم الفواقد
في نظام تقليل الفاقد نتحدث عن فواقد الحركة والنقل والمخزون والإنتاج الزائد وإعادة التشغيل والمنتج المعيب والانتظار. ويقال إن الإنتاج الزائد هو أخطر الفواقد فهو يؤدي للفواقد الأاخرى. ويقولون إن المخزون الكبير يغطي المشاكل ويجعلنا لا نهتم بحلها.
في الحقيقة هذه فواقد بسيطة مقارنة بأعظم الفواقد والتي تجعلك لا ترى المشاكل ولا تعرف نسبة الفواقد وتعالج مشاكل غير حقيقية وتلوم المحسن وتشكر المسيء.
ما هي أعظم الفواقد … إنه الكذب… كذب المرؤوس على المدير والزميل على زميله والمدير على مرؤوسه. إن الكذب يجعل العاملين يفقدون الثقة في بعضهم ويجعل المستويات الإدارية تفقد الثقة ببعضها. إنه تجعل الفريق كما لو كان كل منهم يقود المركب في اتجاه عكس الآخرين.
إذا كنت في بيعك لشخص لا تعرفه وربما لن تلقاه مرة أخرى مأمور بأن تصدق وتبين… فإن صدقا وبينا…. فمابالك بمديرك وزملائك ومرؤوسيك الذين تعمل معهم لأشهر وسنوات وهم يعتبرونك وكيل صادق أمين.
الكذب أعظم الفواقد وهو خيانة للأمانة.
———————————————————-
بضدها تتميز الأشياء
لا تخلو مواقع العمل من المكائد إلا قليلا. تجد المرؤوس يحاول أن يتملق رئيس رئيسه ويشير له بأخطاء رئيسه وربما افترى على رئيسه وحاول الوقيعة بينهما لكي يزيح رئيسه ويخلو له الطريق.
وتجد من يحاول إزاحة زميله من مكانته التي يحظى بها لدى المدير وذلك بالكذب والنميمة وبتصيد الأخطاء. وتجد من يتكلم على زميله بالسوء دائما أمام الإخرين. وقد تجد الموظفين لا يذكرون مديرهم إلا بالسوء والاستهزاء.
وقد تجد المدير يستمتع بالكذب على مرؤوسيه والاستهزاء بهم. وقد تجد مديرا دائم الوعود الكاذبة لمرؤوسيه بتقلد مناصب أعلى. وهناك مدير يتعمد أن يشوه صورة أفضل مرؤوسيه لكي يعتقد مديره أنه هو الوحيد الذي يصلح لهذا المكان ولا يمكن الاستغناء عنه.
أمور سيئة نسأل الله السلامة منها. وإن هؤلاء على سوء فعلهم ليساعدوننا على فهم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. بضدها تتميز الأشياء. فعلا تستطيع فهم الحديث من فعالهم. وتتساءل هل سمعوه يوما ما؟
——————————————————–
ربنا يثيبه على علاجه للمرضى
توفي طبيب رافقني في رحلة منذ ثلاث سنوات وقد فاجأني الأمر، وترحمت عليه، ووجدت له صفحة على وسائل التواصل الالكترونية ولاحظت ثناء الناس عليه فقد كان يعمل في مستشفى حكومي ويبدو من كلامهم أنه كان مخلصا في عمله.
استوقفني دعاء الناس له بأن يثيبه الله على علاجه لمرضاه. استوقفني سؤال … هذا طبيب وكان عمله سببا لتقليل آلام المرضى وتمتعهم بالصحة فكيف بالمهندس والمحاسب والمدير وجابي الضرائب والميكانيكي والكهربائي.. الخ؟ إن عملهم لا يتصف بالناحية الإنسانية وبتخفيف آلام البشر. استوفني السؤال لأنني مهندس ولست طبيبا.
هل سنثاب على كتابة التقارير وتصميم المنتجات وإصلاح الماكينات؟ هل سنثاب على حضور الاجتماعات وإعداد الخطط ودراسة الأسواق؟ هل سنثاب على إدارة المصانع وزيادة الإنتاج؟ هل سنثاب على تعليم الشباب ونقل الخبرات؟ هل سنثاب على عملنا؟
سؤال استوقفني بسبب دعاء الناس لهذا الطبيب أن يثيبه الله على علاجه لمرضاه. المشكلة أن معظم وقتنا نقضيه في العمل فإن ذهب هذا سدى فماذا يتبقى لنا؟ شيء مخيف.
لابد أن نصلح نوايانا وأن نخلص في عملنا لله لكي نجد من عملنا هذا نصيبا حين نرحل عن الدنيا … لابد أن نراجع أنفسنا لكي لا يضيع معظم عمرنا هباء… لابد أن نخلص ونتقن ونصدق ونصلح النية… لابد ألا تستدرجنا صراعات العمل والتنافس إلى الكذب والمؤامرات.
لابد ألا نغتر وننخدع بألقاب ومكافآت فإنه عندما رحل لم يدعو له بألقابه وإنما بإخلاصه في علاج المرضى.
يارب
—————————————-
وما رميت إذ رميت
أتعجب ممن يتكلم عن كل ما شارك فيه كفرد في مجموعة كبيرة أو كمدير لعدد من المتخصصين بقوله أنا فعلت.. أنا أصلحت ذلك… أنا أنشأت كذا… أنا طورت كذا. وهناك من يحاول أن يخفي إحساسه العالي بنفسه فيقول العبد لله فعل كذا وطور كذا.
ما هذا الإحساس بالذات وما هذا الغرور؟ هل فعلت وحدك وفكرت وحدك ونفذت وحدك؟ إن كان فهذا أمر يؤكد أن لديك مشكلة فقلما يقوم أحد بعمل عملا كاملا متكاملا وحده في هذا الزمان. هناك تعاون وفرق عمل وزملاء وهناك أناس سبقوك بنيت على أعمالهم ولك رئيس ومرؤوس.
ما هذا الغرور؟ وما هذا الإعحاب بالنفس؟ ولو كنت أنت من يأتي بأعظم الفعال في العالم .. لو كان ذلك …. فلأن الله وهبك عقلا وحكمة فأنت لا تملك عقلك ولا تملك حتى الحفاظ عليه. لا أحدثك عن ذهاب العقل بل لو قل الأكسجين في رئتيك لبدأت تهذي.
تواضع واعترف بدور الآخرين ولا تدعي لنفسك ما لم تفعل … قل فعلنا …أصلحنا … شاركت في كذا .. قُدتُ تطوير كذا… الزملاء فعَلوا كذا…
____________________________________________________
موضوعات ذات صلة:
جزاك الله خيرا وأثابك الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عئاب
ربنا يكرمك ويوفقك للخير
ماشاء الله
نضج ونظرة تامليه ثاقبة
بس اللى يفهم
تحياتى وتقديري الشديد
اثابكم الله على ما تنشوراتكم ,اشهد الله اني استفدت الكثير من مقالتكم