الخطوة الثانية في تحليل القطاع هي تحليل جاذبية القطاع للاستثمار، ويمكنك الاطلاع على الخطوة الأولى وهي تحليل العوامل المؤثرة على القطاع.
ثانيا: تحليل جاذبية القطاع
Analysis of Industry Attractiveness
سواء كنت تعمل في هذا القطاع أم انك تريد الدخول فيه فلابد أن تعرف هل هذا القطاع في نمو أم انهيار؟ هل الربحية في هذا القطاع عالية مقارنة بالقطاعات الأخرى؟ هل المنافسة عالية؟ هل هناك احتكار؟ هل حجم الطلب عالي؟ هل هو في نمو أم انحدار؟ هذه الأسئلة تعطيك تصور عن هذا القطاع وبالتالي تساعدك على دراسة نقاط القوة والضعف في المشروع. لاحظ أننا الآن ندرس هذا القطاع وليس مشروعنا بالذات. دراسة مشروعنا نفسه تأتي في مرحلة متأخرة بعد أن ندرس الكثير عن القطاع والمنافسين وخلافه.
نريد أن نقيم كل مؤشر من المؤشرات الأربعة بحيث نستطيع أن نعطي كل عامل تقييم (سيء – متوسط – جيد). المؤشرات الأربعة وكيفية تقييمهم كالآتي:
حجم الطلب: عدد القطع المباعة – عدد العملاء
نمو الطلب: هل حجم الطلب يتزايد أم يقل؟ وهل نسبة النمو عالية؟
الربحية: نسبة الربحية إلى رأس المال – نسبة الربحية إلى عائد البيع
المنافسة: هل المنافسة شديدة نتيجة وجود عدد كبير من المنافسين – هل هناك شركة كبيرة أو شركتين يسيطران على السوق؟
مثال: دراسة مشروع مطعم فول
حجم الطلب: لا شك أن حجم الطلب عالي جدا – جيد.
نمو الطلب: هل عدد آكلي الفول يقل أم يزيد؟ إن كان كل السكان يأكلون الفول فهل عدد السكان يقل أم يزيد؟ هل بدأ الناس يتركون الفول ليأكلوا بيتزا؟ هل هذه نسبة عالية أم يمكن إهمالها؟ هذه أسئلة لابد أن تبحث لها عن إجابة عن طريق: خبرتك، خبرة أصدقائك ومعارفك، بائعي الفول الذين يمكن أن تتحدث معهم، إحصائيات عدد السكان، دراسات عن تأثير الوجبات الخفيفة على مبيعات الفول. في حدود المعلومات المتاحة نصل إلى تقييم لنمو الطلب. لاستكمال المثال سنفترض أن النمو متوسط نتيجة لزيادة عدد السكان البسيطة.
الربحية: هل نسبة (ربحية مطعم الفول عالية إلى عائد البيع) عالية مقارنة بقطاعات أخرى؟ للإجابة على هذا السؤال قد تستخدم بعض المصادر المذكورة في دراسة نمو الطلب وقد تحاول تقديرها بنفسك- فمثلا: تقدر وزن الفول الذي يباع ب 1 جنيه وتقدر تكاليف مطعم فول من عمالة وكهرباء ومواد (زيت وخلافه) ثم تقدر حجم المبيعات اليومي وبالتالي تستطيع حساب تكلفة علبة الفول الواحدة ز بالمقارنة بالسعر يمكن الوصول إلى تقدير الربحية ومنها يمكن حساب نسبة الربحية إلى عائد البيع. كيف نقدر حجم المبيعات؟ يمكن الاستعانة بمعارف يعملون في هذا المجال مثل محل الفول الذي تتعامل معه ويمكن تقديره أثناء شرائك للفول بتقدير المبيعات في خمس دقائق في أوقات مختلفة ثم بعملية حسابية بسيطة يمكن تقدير حجم المبيعات اليومي. لاحظ أننا لا نريد رقم دقيق وإنما نريد تكوين فكرة معقولة من كون الربحية منخفضة أم عالية. لنفترض أننا وجدناها متوسطة.
المنافسة: لا شك أنها عالية ولا تحتاج أي تحليل وإن وجدت إحصائيات فلا بأس. وبالتالي فالمنافسة تقييمها سيء.
يمكن استخدام الألوان للتعبير: فالأخضر يعني جيد، الأصفر يعني متوسط،و الأحمر يعني سيء
مثال آخر: نريد أن ندخل في مجال تصنيع لعب الأطفال
حجم الطلب: من الخبرة العامة فإن حجم الطلب عالي. يمكن تقدير حجم الطلب بعدد الأطفال أو بالإطلاع على بعض الإحصائيات.
نمو الطلب: يمكن تقدير حجم نمو الطلب بنسبة الزيادة في المواليد عن السنوات السابقة وبدراسة تغير مستوى دخل الأسرة أو بالإطلاع على إحصائيات نمو المبيعات. لنفترض أننا وجدنا الزيادة في حجم الطلب عالية.
الربحية: قد تحاول الحصول على بيانات رسمية من ميزانيات شركات لعب الأطفال المعلنة. لاحظ أن الشركات المتداولة في أي بورصة تحتاج للإعلان عن مكسبها وبالتالي يمكن الإطلاع على ميزانية شركات لعب أطفال متداولة في البورصة. إن لم تستطع أيٍ من هذا فحاول التقدير بالإطلاع على مقالات تتحدث عن أرباح هذه الصناعة أو عن طريق تقدير تكلفة تصنيع لعبة مع سعر بيعها (بما أننا نريد أن نستثمر في هذا المجال فلابد أننا درسنا أسعار المعدات والخامات وما إلى ذلك حيث أن كل هذه المعلومات ستستخدم لاحقا في دراسة الجدوى). لنفترض أننا وجدنا أن الربحية متوسطة.
المنافسة: يمكن الإطلاع على إحصائيات وعموما نحن نعلم أن لعب الأطفال تصنع محليا ويتم كذلك استيرادها من أي مكان في العالم وخاصة الصين وبالتالي فإن المنافسة شديدة.
دراسة جاذبية السوق تجعلنا نتعرف بشكل تقريب عن مميزات وعيوب هذا القطاع وبالتالي نحاول التعامل معها في خطتنا. بالطبع إن كانت معظم الجوانب السيئة فهذا شيء غير مشجع فما الذي يدفعنا لدخول مجال ربحيته قليلة وحجم الطلب فيه قليل والمنافسة فيه شديدة. ولكن قد يكون السبب هو توقع نمو غير طبيعي للطلب لسبب نعرفه. ماذا لو كانت المنافسة ضعيفة وحجم الطلب قليل والنمو فيه ضعيف؟ إننا قد نستفيد من ضعف المنافسة. من الأخطاء الشائعة أننا أحيانا نتجنب الدخول في قطاع معين نتيجة للنظر إلى مؤشر واحد مثل ضعف حجم الطلب بدون النظر إلى المؤشرات الأخرى. وكذلك أحيانا ندخل قطاع ما نظرا لعظم حجم الطلب ولا ننظر إلى شدة المنافسة أو ضعف الربحية. هذا التحليل يساعدنا على النظر إلى القطاع نظرة أكثر شمولية.
من الأخطاء في استخدام هذا التحليل وغيره أن نتعلل بضعف المعلومات فلا نقوم بأي تحليل. هذا قد يكون له أحد سببين:
- أننا نكره القيام بالتحاليل والتخطيط ونحب أن نعتمد على التخمين الذي لا أساس له
- أننا نعتقد أننا يجب أن يكون لدينا معلومات دقيقة للقيام بهذه الدراسات. يجب أن نحاول الوصول إلى مستوى مقبول من الصحة ولكن في حالة استحالة الوصول إلى معلومة ما فإننا نحاول تقديرها بناء على معلومات أخرى وهذا يحدث في أكبر الشركات لأن ليس من الممكن الوصول إلى كل المعلومات
صفحات أخرى:
بالسم الله الرحمن الرحيم اولا مشكور اخي الغالي علي هدا المجهود الطيب لدية سؤال من فضلك بالنسبة لموضع تحليل الخدمات او لانشطة الغير الملموسة كيف يمكن تحليلها مع العلم انا ليست لها فواعد واضحة يمكن للانسان ان يتبعها كيف يمك لي ان احلل قطاع الخدمة الدي يحقق خدمة غير مادية و بدون ربح مادي كيف يمكن ان ادرس القطاع و ان اعد له مشروع ارجو ان تفيدنيفي الموضوع اخي الغالي
الأستاذ إبراهيم
من المؤكد أننا نريد أن نلبي احتياجا حقيقيا للمجتمع الذي نعيش فيه ونريد أن نوظف أنفسنا فيما نتميز فيه عن غيرنا. فمثلا لو كنا مجموعة من الأطباء فإننا قد ننشيء مستوصف خيري ولن ننشيء معهدا لتعليم الحاسوب. من هذا المنطلق فإن التخطيط الاستراتيحي يتم تطبيقه في حالة المؤسسات غير الهادفة للربح. وتحليل القطاع يتم بنفس الطريقة تقريبا ولكن بدون النظر إلى الربحية. ولكننا سننظر لحجم الطلب ونموه والمنافسة. لن ننظر هنا للمنافسة من واقع الرغبة في الربح ولكن لكي نقيم الحاجة لتقديمنا هذه الخدمة. فمثلا لو كانت المنافسة ضعيفة فإن هذا يبدي قلة عدد مقدمي هذه الخدمة. فلو كان الطلب أو الحاجة للخدمة عاليا فإن هذا يعني أن هناك حاجة لدخولنا هذا المجال.
فمثلا لو كان في المجتمع الكثير من الأميين وكان هناك قلة في مقدمي خدمة محو الأمية فإن هذا يعد مؤشرا على قيمة تقديمنا لهذه الخدمة. بالطبع فإن تحليل القطاع هو خطوة من خطوات عديدة في التخطيط الاستراتيجي.
أرجو أن أكون قد أضفت شيئا.
شكرا
الأستاذ محمد زايد
شكرا على تشجيعك وعلى اهتمامك بالموقع
شكرا
الأستاذ سامح
تحية طيبة ،،،
تستحق أن نشيد لأجلك مواقع في الأنترنت لنشكرك على مجهوداتكم البناءة .
فشكراً لكم والله يحفظكم
الأستاذ Khader
شكرا على هذا التشجيع الذي يثلج الصدر ويشجع على الاستمرار في الكتابة
شكرا
شكراً استاذ سامح على هذه المقالات والمواد التدريبية الرائعة والتي تزيد من المعلومات لدى القارئ حيث استفدت جيداً من هذه المقالات في الحياه العملية
ا
اشكر لك مجهوداتكم الرائعة ووفقكم الله
السلام عليكم
اود ان اشكر القائمين عل هذا الموقع فهو فعلا يقدم لنا ما نحتاجه فجزاكم الله خيرا على جهودكم
اود ان اكتب مقولة قرأتها في هذا المجال
من لم يخطط للنجاح فقد خطط للفشل
الفاشلون نوعان قسم يخطط ولا ينفذ و قسم ينفذ دون تخطيط
اتمنى التوفيق للجميع
الأستاذ حمدي
ليس لدي ما تريد
شكرا
اذا كان بالامكان ان احصل على خطة معدة لصيانة وحفظ التجهيزات والوسائل فانى فى امس الحاجة اليها
الأستاذة ريما
تحليل القطاع مطلوب في الحالتين. في حالة تحليل منشأة قائمة فإننا نريد أن نتأكد اننا مازلنا نعمل في قطاع أو صناعة مثمرة. أحيانا نبدأ مشروعا في قطاع جيد جدا ولكن بعد عدة سنوات تتغير الأمور وقد نظل على ولائنا لمنتجنا ولا نرى هذا التغيير. هذا يترتب عليه أن تحدث خسائر بعد ذلك. لذلك فإن تحليل القطاع للمشاريع القائمة هو جزء أساسي من التخطيط الاستراتيجي
من امثلة ذلك المشاريع ذات الطابع التكنولوجي المتغير مثل صناعة ال
CD player
فإن سوق هذا المنتج قد تغير بسرعة بعد اختراع
mp3 player
وكذلك سوق الكاميرات العادية تغير بعد اختراع الكاميرات الرقمية
فالشركات التي لا تتابع هذا التغير تظل مستمرة في قطاع فاشل ولا تشعر
ليس معنى هذا أن نغير مجال العمل كل عام وإنما نتابع كل عام مثلا ولا نغير إلا عند الضرورة. والتغيير غالبا ما يكون لمجال آخر قريب جدا من المجال الأول
شكرا
السلام عليكم
اولا شكرا استاذ سامح على هذه المقالات الرائعة والمفيدة والاكثر من ذلك انك تحاول دوما ربطها بأمثلها مما يجعل ذلك يبدو اكثر سهولة في التطبيق….
لكن سؤالي ماذا لو اردت تحليل القطاع لمنشأة قائمة وليست دراسة مشروع هل اتبع نفس الخطوات اما ان التحليل يقتصر على بيئة المنافسين وعوامل بورتر …..ولك جزيل الشكر